كنيسة مار شليطا عنــــدقــــت منذ العام 1860

بمناسبة عيد مار شليطا اورد سيرة القديس شلّيطا:

كان القديس شلّيطا (ارتاميوس) الاسم الروماني من أبرز رجالات الدولة في أيام الامبراطور قسطنطين الكبير الروماني وقد حظي بلقب البطريق والدوق الجليل، كما كان حاكما عسكريا للاسكندرية وسائر مصر وإليه يعود الفضل في نقل رفات كلّ من القديسين اندراوس الرسول ولوقا الانجيلي الى مدينة القسطنطينية.

كان شليطا موظفاً أميناً لم تفسده المناصب والألقاب ولا جعلته يغتر بنفسه. وقد شهد أهل زمانه لتقواه وتواضعه وانصافه ومحبته للفقير.

استمر شليطا في خدمة الامبراطور قسطنديوس، بعد قسطنطين الكبير، والامبراطور يوليانوس الجاحد، الى سنة رقاده.

أمّا خبر استشهاده فمفاده أن الامبراطور يوليانوس الجاحد، الذي عمل بكل جهده على ضرب المسيحية واستعادة الوثنية، انتقل الى مدينة انطاكية ليواصل حربه ضد الفرس. ومن هناك استدعى حكام المقاطعات مع جنودهم ليؤازروه في سعيه. فلبى شليطا النداء وجاء بعسكره الى انطاكية. وكان ذلك في وقت كان الامبراطور يحاكم كاهنين مسيحيين، افجانيوس ومكاريوس، بعدما رفضا الكفر بالمسيح والإذعان لعبادة آلهة الامبراطور. وقد عامل يوليانوس الكاهنين لقسوة وأمر بجلدهما. واذ عاين شليطا ما حدث هاله الأمر فتقدم من الامبراطور معترضا على هذا الظلم ومبينا ضلال الاعتقاد بآلهة غير الإله الحقيقي، خالق السماء والأرض، وبسيد غير الرب يسوع المسيح، وتنبأ له بأنه ان هو استمر محارباً للمسيح فلن يكتب له النجاح في حربه ضد الفرس، وسيلقى حتفه.

رد الفعل الأول للامبراطور كان الدهش ثم الغضب الشديد، لا سيما وأن يوليانوس كان يشك بولاء شليطا له كحاكم لمصر. فأمر به جنوده، فقبضا عليه ونزعوا عنه شاراته وأودعوه السجن الى اليوم التالي .

في اليوم التالي، وجه إليه يوليانوس تهمة اغتيال أخيه غايوس – قسطنطين، فدافع شليطا عن نفسه، الى أنّ قال له يوليانوس أنه مستعد لأن يصفح عنه إن هو تخلى عن إيمانه بالمسيح. ولمّا لم يجد الأمبراطور فائدة من محاولته كسب شليطا اليه، سلمّه الى المعذبين فأشبعوه ضربا وتعذيبا كمثل طعنه بالسياخ المحماة بالنار وتركه بلا طعام ولا ماء، الى ان قطعوا هامته.

وإن سيدة تقية أخذت جثمانه إلى مدينة القسطنطينية حيث بقي قروناً طويلةً مصدراً للبركات وشافياً للمرضى.

اما يوليانوس الجاحد فانطلق بعد ذلك لمحاربة الفرس فسقط صريعا في أرض المعركة. وهكذا تحققت نبوءة القديس شليطا بشأنه.

تجدر الاشارة إلى أن الاسم الذي غلب للقديس أرتاميوس في السريانية هو شليطا أو المتسلط وهو اللقب الذي اطلقه الامبراطور قسطنطين الكبير عليه.

دراسة وتنقيح لميشال افرام عقيقي.

Justified Image Grid Plugin