تجار الحطب يقضون على أشجار عكار ولا محاسبة!

لم يشفع تراجع اسعار المحروقات خصوصاً مادة المازوت لغابات عكار الرازحة تحت فؤوس قاطعي وتجار الحطب ومناشيرهم المتمادية في قطع الاشجار الحرجية الدهرية التي من المفترض ان تكون ثروة وطنية وفق الدستور اللبناني تحتم علينا حمايتها ورعايتها وتوريثها للاجيال القادمة، ولكن…

مع كل موسم شتاء تبدأ مناشير الحطب تفعل فعلها في قطع اشجار غابات عكار الدهرية دون حسيب او رقيب، تحت حجة غير مقنعة بان ارتفاع اسعار المحروقات، السبب الرئيسي الدافع بحاجة الناس الى التزود بالحطب للتدفئة في مواسم البرد في المناطق الجبلية والجردية، في حين ان المستفيد الاول من كل هذه المسألة هم تجار الحطب الذين يتوزعون مهامهم على امتداد المناطق الحرجية من حلواص والنصوب في منطقة اكروم مرورا بعندقت والقبيات وعكار العتيقة وبزبينا والقموعة وفنيدق وصولا الى غابات القلة ومشمش وحرار وقبعيت حتى وادي جهنم عند المنطقة الفاصلة ما بين محافظة عكار وقضاء المنية – الضنية. الاف اطنان الحطب تقطع وتنشر وتحمل على ظهور الدواب او على حاويات مربوطة الى الجرارات الزراعية وحيث توجد طرقات تحمل مباشرة الى شاحنات كبيرة او صغيرة وتتجه بدورها الى الزبائن الكثر في مختلف المناطق اللبنانية.

بحيث بات حطب اشجار عكار شانه شان اي مادة استهلاكية ترتفع الاسعار او تنخفض وفق سوق العرض والطلب، إذ ان سعر حمل الحطب “كما هو بات متعارف في عكار” نحو الـ 600 دولار (4 اطنان من الحطب)، وبهذا المعنى فهي تجارة رابحة، عدا عن مشاحر الفحم المنتشرة في مختلف المناطق منها البعيدة من الاعين ومنها ما هو ظاهر للعيان، فدخان المشاحر لا يمكن تخبئته، كذلك رائحة الحطب المحروق المنبعث منه.

وعلى الرغم من الجهود التي يحاول ماموري الاحراج القيام بها الا ان هذا الامر قد خرج عن السيطرة في شكل غير مسبوق ما بات يستدعي اتخاذ تدابير اكثر جدية في عمليات المراقبة والمتابعة وفي الجدية بتحرير محاضر الضبط وتنفيذ العقوبات المنصوص عنها قانونا.

ذلك ان الخسائر التي ترتبها عمليات التحطيب الجائرة والحرائق التي غالبا ما تكون مفتعلة باتت تهدد مصير الثروة الحرجية خاصة وان عمليات التحريج التي كانت تتم في السابق في محاولة للتعويض عما تقطعه الايدي متوقفة نسبيا وحملات التشجير التي تحصل حاليا لا تعوض 5 بالمئة مما يتم اجتثاثه ..
رئيس بلدية فنيدق خلدون طالب كان قد ناشد وزير الزراعة وكافة المسؤولين المعنيين التدخل لحماية غابات فنيدق كما غابات عكار من القطع الجائر التي تتعرض له لا سيما في منطقة القموعة ومحيطها وصولا الى غابة القلة، داعيا الى جدية وفاعلية اكبر لماموري الاحراج بضررة الحد مما هو حاصل ووقف هذه الجريمة الواقعة على بيئة هذه المنطقة التي حرص اهلها دهورا على بقائها وديمومتها.

وقال بأن اطنان من الحطب تقتتطع يوميا في غابات العذر والتنوب والشوح في منطقة لقموعة التي تعتبر من اجمل المناطق اللبنانية وبكونها المصدر الاول لخزانات المياه الجوفية في محافظة عكار.

ولفت طالب الى ان شرطة البلدية باتت غير قادرة وحدها على التصدي لهذه المسالة التي باتت تحتاج الى تدخل الاجهزة الامنية ومن قوى امن داخلي وجيش لحماية غابات عكار، ووضعها تحت رعايتها.

واكد على ضرورة ان تقوم وزارة الزراعة بتنشيط عمل مركز الاحراج القائم في بلدة حرار وتعزيزه واعطائه صلاحيات قمع هذه المخالفات متمنيا على مصلحة الزراعة في عكار والدائرة الحرجية التابعة لها ايلاء هذا الامر العناية التي يستحقها.

وشكوى رئيس بلدية فنيدق هي نفسها شكوى رؤساء البلديات التي تقع ضمن نطاقها الجغرافي مساحات الغابات والاحراج، وكذلك هي شكوى الناشطين البيئيين الذين لطالما رفعوا الصوت ان احموا بيئة لبنان المتقهقرة مساحاتها الخضر، والمتراجعة امام المد الصحراوي الذي نشهده سنة اثر سنة مع هذا الاحتباس الحراري المترافق مع احتباس للامطار وطول امد اشهر الجفاف.

Justified Image Grid Plugin