عندقت: جوهرة سياحية وهبة من الطبيعة 

تعود تسمية “عندقت” إلى السريانية وهناك تفسيران للكلمة، الأول يعني “العين” نظراً لكثرة مصادر المياه فيها، والتفسير الثاني أن كلمة عندقت معناها “مصيف عنتا” إلهة اوغاريت المشهورة .

تسلط “سبوت شروق” في هذا العدد الضوء على بلدة “عندقت” التي ما زالت تحاول بقواها الذاتية وبإرادتها الصلبة تفض الغبار عن تاريخها المسني وبالرغم من إستمرار تدفق التاريخ في حنايا ترابها الذي يميط اللثام كل يم عن إكتشاف جديد.

تقع عندقت في شمال لبنان، تتبع محافظة عكار وهي منطقة غنية بطبيعتها الفريدة، ترتفع عن سطح البحر حوالي 650 م وتبعد عن العاصمة بيروت 140 كلم وعن طرابلس 54 كلم، تمتد على مسافة تقدر ب-27.16 كلم مربع، لا يختلف الباحثون في الطبيعة الجغرافية في الشرق الأوسط حول أنا حرج عندقت هو الأكبر، إذ أن غابات الصنوبر الحرجية، الممتدة على جانبي وادي عودين، قد تترجم هذا الوصف عن عندقت بصفتها تضم أكبر الأحراج الصنوبرية، تحد عندقت من الجنوب بلدة القبيات، ومن الغرب القبيات وعيدمون، أما من الشمال فتحدها بلدتي العوينات وشدرا ومجموعات منازل تدعى “القبور البيض”، أما من الشرق فتحدها سلسلة جبال لبنان الغربية وتحديدا جبل اكروم.

تتمركز بلدة عندقت على التلال بخلاف معظم القرى المجاورة التي تتمركز في الأودية والمنخفضات، ويبدو أن هذا الموقع المتفع للبلدة، المشرف على بقيت القرى المجاورة، قد أعطاها دور مركز المراقبة، وخاصة أن الفرنسيين خلال فترة الإنتداب إتخذ منها نقطة للمراقبة وأقاموا فيها الأبراج.

يتكون المجلس البلدي ل”عندقت” من ١٣ عضواً، بالإضافة إلى رئيس المجلس الحالي عمر مسعود ونائبه الأستاذ مروان جريج وتعتبر البلدية الحالية الأنشط في المنطقة من حيث التركيز على الحاجات المستقبلية للبلدة وخاصة من خلال مشروع مياه الشفة وإنشاء خزانات جديدة بالإضافة إلى توفير مصادر مياه جديدة لم تكن مستثمرة سابقاً.

تشكل المؤسسة العسكرية المصدر الرئيسي لمداخل أهالي البلدة، حيث لا يخلو منزل من دون وجود شخص وعد عل الأقل، متطوع في المؤسسة العسكرية أو في القوة الأمنية، كما يعتمد قسم صغير جدا على الزراعة وبخاصة زراعة الأشجار المثمرة كتفاح والكرز بالإضافة إلى الزيتون والكرمة التي تشكل زراعة القسم الأكبر نظراً لتخمير العنب وإستخراج العرق الذي يشكل المشروب الأساسي لأهل البلدة، تربية الماشية، بالإضافة إلى تربية النحل الذي يلقى، مؤخراً، دعماً ملحوذاً من قبل وزارة الزراعة مقابل تراجع الإهتمام بزراعة وتربية الحيوانات، اللتان تتراجعان بستمرار نظراً لعدم وجود أي نوع من أنواع الدعم من قبل الدولة، علاوة عن توجه قسم لا بأس به من الشباب إلى العاصمة بيروت وعملهم في مختلف المجلات التجارية من جهة وانخراطهم في الشركات من جهة أخرى.

يبلغ عدد سكان عندقت حوالي ٥٦٠٠ نسمة، يتوزع معظمهم في بلدان الإغتراب، إذ يقدر العدد الإجمالي للمقترعين بما يقرب ٤٨٠٠ مقترع، أما العدد الأكبر من المغتربين، فيكيم في أوروبا وأمريكا ، وما تبقى من سكانها المحليين، يشتهرون بصيتهم الحسن وبحسن ضيافتهم وطيبة قلبهم.

تحتوي عندقت، المتربعة على عرش مملكة الجمال الطبيعي، على أجمل ما خلق الله من مناظر وقد لقبها مطانيوس غربية بعروس الشمال لم فيها من المناظر الطبيعية الرائعة ونظراً لغناها بالينابيع الطبيعية التي تشكل كنزاً، يعتبره البعض أثمن من النفط ويكلل المشهد، نهر البلدة، الذي يتدفق بيروت أشجار الصنوبر والسنديان مشكلة تحفة طبيعية فريدة. كما تشتهر عندقت بكثرة المعالم الأثرية كالناواويس التي تقع في وادي عودين، البناء القديم الذي كان مخصصاً لمعمل حرير منذ العام ١٩٠٠ ، كنيسة مار شليطا منذ العام ١٨٦٠، ويشكل وادي عودين متحفاً طبيعية ومقصدا لزوارها، إذ يزين مدخلات دير مار سابا الأثري الذي يحتوي على العديد من المعالم الأثرية وأثناء التنقيب مؤخراً من قبل البلدية، تم العثور على حضارة  تعود، بحسب المؤرخين والعلماء إلى القرن الثاني الميلادي ، بالإضافة إلى دير مار اليان الوذري ودير مار الياس الذي يشكلان العمود الفقري لسكان القرية ويعتبران الدرع الأساسي للبلدة وحامياها، وتشكل الملامح الطبيعية صورة للجمال تعجز الكلمات عن وصفها.

إلياس انطون  

سبوت شروق

العدد ٩ – ٢٠١٥ 

11043097_10152881040593347_8571423780581156057_o 11045308_10152881042608347_1409521604190951869_o

Justified Image Grid Plugin