تعتبر الكنيسة الكاثوليكية ميدالية القديس “بينيدكت” ميدالية مقدّسة تحمل قوّة عظيمة لشفاء المرضى وطرد الأرواح النّجسة.
قوّة هذه الميدالية لا تكمن طبعاً بجمالها الخارجي أو حتى في الصلوات المحفورة عليها.
هذه القوة تنبع من المزايا التي أفاضها الرب يسوع على الإنسان ومن نعم الكنيسة وصلوات القديس بينيدكت الفعّالة، كما وتتأثر هذه القوّة بإيمان الكاهن الذي يستخدمها.
شفاءات النّفس والجسد تطال من يؤمن فعلًا بقوة هذه الميدالية تماما كما آمنت الإمرأة النّازفة بأنها ستُشفى من خلال لمس ثوب يسوع المسيح أو كما آمن المرضى والممسوسون بأنهم سينالون الشّفاء عند لمسهم قطعة قماش لمست جسد القدّيس بولس.
تفسير الميدالية:
تغطي الصّور والأحرف وجهتي الميدالية التي يرتديها البينيدكتينيون بموجب أمر من المجمع الدّيني المقدّس الصّادر في عام 1965.
على الجهة الأمامية يمكننا رؤية مؤسس الرّهبنة الغربية وسط الميدالية حاملًا الصّليب باليد اليمنى ما يرمز إلى قوّة المسيح المخلصّة. أما في يده اليسرى فيحمل القديس بينيدكتين كتاب النّظام المقدّس الذي لا يزال معتمداً حتى اليوم من قبل تلاميذه الرّوحيين.
ويرمز حمل القديس لكتاب النّظام الى صلاة البندكتينيين وعملهم التبشري على مرّ القرون.
أمّا معنى الأحرف المبعثرة فظلّ مجهولًا حتى عام 1647 حيث تمّ إكتشاف مخطوطة في دير ميتتين في بفاريا. هذه المخطوطة كشفت أن كل حرف يمثّل صلاة باللّغة اللّاتينية لطرد الأرواح النّجسة.
وإذا ألقينا نظرة عن قرب نلاحظ عن يمين القدّيس كأس مكسور. يرمز هذا الكأس الى حادثة قام خلالها عدد من الرّهبان المتمردين بدسّ السّم في كأس النبيذ الخاص ببينيديكت. وما لبث أن رسم القديس إشارة الصّليب حتّى تحطّم الكأس فما كان على المتآمرين سوى الفرار.
وعند الجانب الأيسر من الميدالية نرى غراباً كان قد أزال خبزًا مسمومًا عن مائدة مؤسس الرّهبنة الغربية.
فوق الكأس والغراب كُتبت عبارة Crux Sancti Patris, Benedicti أي صليب الأب الأقدس بينيديكت.
وحول هامش صورة بينيديكت عبارة Eius in obitu nostro praesentia muniamur أي فلنثبت به عند ساعة الممات.
تحت قدميه نلاحظ وجود عدد من الأحرف التي تحيي ذكرى بروز هذه الميدالية.
يتوسّط الجهة الخلفية صليب كُتب فوقه كلمة pax أي السّلام وهي التّحية التي يستخدمها البينيدكتينيون فيما بينهم.
أما على جانبي الصّليب فهناك أربعة أحرف C.S.P.B ترمز الى عبارة صليب الأب الأقدس بينيديكت.
في الخط العمودي للصليب نلاحظ الأحرف C.S.S.M.L. التي ترمز الى عبارة فليكن الصّليب المقدس نوراً لحياتي.
أما على خطّ الصّليب الأفقي فنقرأ الأحرف N.D.S.M.D التي ترمز الى عبارة الشّيطان لن يكون لي دليلاً أبداً.
بالانتقال الى الأحرف التي تظهر على جميع أطراف الميدالية فإنها تشكّل الأحرف الأولى لصلاة التّقسيم:
1- V.R.S) Vade Retro Satan) أي إبتعد عنّي أيها الشّيطان.
2- N.S.M.V.) Not Suade Mihi Vana) أي لن أسقط بالخطيئة أمام هبائك.
3- S.M.Q.L.) Sunt Mala Quae Libas) أي كل ما تقدمه لي هو شرير.
4- I.V.B.) Ipse Venena Bibas) أي فلتشرب أنت السّم.
إذاً تعتبر هذه الميدالية نوعاً من صلوات التّقسيم وطرد الأرواح النّجسة. كما وتُستخدم هذه الميدالية لطلب النّعم والحماية من الله بشفاعة القديس بينيدكتين. هذا وتُعتبر هذه الميدالية بمثابة تذكير بصلوات رفض الشيطان التي تتلى أثناء مراسم العماد.
إضافة الى ما تقدّم يُمنح الغفران الكامل لكل من يحمل هذه الميدالية أو يقبلها أو يستخدمها وهو على فراش الموت. كما ويمنح الغفران أيضاً لمن يسلّم روحه للرّب ويتقدّم من سرّ الإعتراف ويتناول القربان المقدّس.
المصدر: aleteia