الموقع:
تقع بلدة عندقت في شمال لبنان، تابعة لمحافظة عكار وهي منطقة غنية بطبيعتها الفريدة. ترتفع عن سطح البحر حوالي 625م، وتبتعد عن بيروت 140 كم، وعن مركز المحافظة، مدينة طرابلس 54 كلم، وعن “حلبا” حوالي 28كلم.وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 27.16 كلم². ويمكن الوصول الى بلدة عندقت عن طريق بيروت، طرابلس حلبا, القبيات، أو من البقاع، فالهرمل، فالقبيات ثم عندقت.لا يختلف الباحثون في الطبيعة الجغرافية في الشرق الأوسط أن حرج عندقت هو الأكبر في الشرق الأوسط. غابات الصنوبر الحرجي الممتدة على جانبي وادي عودين الحرجي قد تترجم هذا الوصف عن عندقت بصفتها تضم أكبر الأحراج الصنوبرية. جمعت عندقت على مدار السنوات إرثاً من ابنائها في شتى المجالات تميز أهلها دائماً بطيبة القلب التي تجمع كل من يزور القرية باهلها. وقد كانت عندقت على الرغم من الحرمان نقطةً هامة لجذب السياح من الداخل والخارج حيث تبقى كنائسها واديارها ومناظرها المميزة مرجعاً لكل من أحب أن يستكشف جمال المنطقة.
يحد هذه البلدة من جهة الجنوب بلدة القبيات، ومن الغرب أراضي بلدة القبيات وبلدة “عيدمون”، أما من جهة الشمال فيحدها مجموعة منازل تدعى “القبور البيض” وبلدتي العوينات وشدرا، ومن الشرق سلسلة جبال لبنان الغربية، ومنها بالتحديد جبل أكروم.
ومن الملاحظ أن قرية عندقت تنتشر وتتمركز على التلال، بخلاف معظم القرى المجاورة التي تتمركز في الأودية والمنخفضات. ويحيط بعندقت عدد من “المزارع السابقة” وهي اليوم مجرد أراضٍ تابعة لهذه البلدة يقوم السكان باستغلالها في أعمال الزراعة، أو البناء فيها نظراً لنمو وتوسع البلدة.
ويبدو أن هذا الموقع المرتفع لعندقت، المشرف على باقي القرى المجاورة، قد اعطاها دور مركز المراقبة الذي يطل على سهل البقيعة، طريق الدريب، وكل الطرق المجاورة، من كل الاتجاهات. وكان فيها برج مراقبة الى الشرق من كنيسة مار شليطا، كما تذكر إحدى الوثائق التي وجدت في مطرانية طرابلس المارونية، ويعتقد مطانيوس غربية أن التلة كلها كانت برجاً. والسبب نفسه هو الذي جعل الفرنسيين، يتخذون من عندقت مركزاً لقواتهم، فأنشأوا ثكنة عندقت.
ورد في وصف لكنيسة القديس شليطا في عندقت ” … قدام الكنيسة مقبرة عمومية وكان بالقرب منها برج حصين قد هدم وانمحى اثاره من ماية سنة…”.ان هذا التقرير مجهول الكاتب وتاريخه يعود الى العام 1929, لكن هذا التقرير يؤكد وجود برج في القرية لعله كان صلة الوصل بين القلاع المنتشرة في المنطقة (قلعة سيدة القلعة, قلعة الحصن, أكروم, عكار) وفي نفس الوقت برج لمراقبة الطرق.
الاسم:
لم يتفق الباحثون في تاريخ عكار، وحتى الباحثين في تاريخ الاسماء ومعانيها، عن تفسير واضح وجامع لاسم عندقت.
فالكونت فيليب دي طرازي، يعتبر أن قرية عندقت هي سريانية الأصل وحافظت على أصل اسمها السرياني ويورد التفسير لاسم عندقت من هذا المنطلق على الشكل التالي: عين تقد= عين القضيب.
ويعلق السيد “مطانيوس غربية” على تفسير الطرازي، ويعتبر أن هذا التفسير يمكن أن يكون صحيحاً، إذا اعتبرنا أن أصل الكلمة سامي، وقد كتب على بعض الخرائط عين دكات وعين دكت. ومعنى “دكت”، الدك، الدكة، الشرفة، المصطبة التي تقام عليها المراسم الدينية للتطهير والغسل والجنس المقدس. فمن الممكن في هذه الحالة أن تعني مجازاً؛ “عين القضيب” أي عضو الذكورة. وهذه العبادة القديمة قد شاعت زمناً طويلاً في عندقت، عودين، ومرقد،… ومن المعروف أن عبادة “الأعضاء التناسلية هي عادة سامية دخلت الى الإغريقية ولا سيَّما في طقوس ديونيسيوس”.
أما السيد “يواكيم الحاج” فيعتبر أن اسم عندقت (او عنت-قت) هي لفظة سامية واشتق اسم عندقت أو عنتقدت من: عنتا أو عناة. وعناة هي بنت بعل إله الفنيقيين. وعناة (البتول) هي أخت الأمراء والملوك، وهي شقيقة “عليان” بن بعل. وقد ألحقوا بها لفظة: “قت” تحقيراً لهذه السيدة الملقبة ب”البتول” وفعل “قت” في المنجد العربي يعني “كذب”. فقد هزئوا بالإلهة “عناة” وشمتوا بها وقالوا: إنها ليست بتولاً، بل إنها إلهة كاذبة، وربة الكذب والدجل، وليست: “السيدة البتول”.
أما الدكتور أنيس فريحة فقد فسّر اسم عندقت ب ” العين الشحيحة او العين ذات المياه القليلة”.
الأب اسحق أرملة السرياني وضع كتاباً سماه: “الطرفة في مخطوطات دير الشرفة” وكتب فيه اسم عندقت “عنتقت”.
ان اعتماد تفسير الدكتور أنيس فريحة ” العين الشحيحة” لا يبدو منسجماً مع الواقع المائي للبلدة, إذ أنّ هناك العديد من الينابيع المائية الغزيرة التي تقع في خراج البلدة الجغرافي.
ويورد مطانيوس غربية تفسيراً لاسم عندقت ورد عند الدكتور شحادة خليل: “الموت أنشب” (المكان الذي نشب فيه الموت) ومن بين إحتمالات عديدة، على أساس أنها: عند-قت. ويبدو أن هذا المعنى خيالي جداً ولا يصدق، وخاصةً أنه لا وجود لأي ذكر في تاريخ عندقت لموقعة كبيرة تستحق هذه التسمية الملحمية, حسب رأي “مطانيوس غربية”.
أما إذا كان اسم عندقت في الأساس هو “عنتقد” أو عنتقت وعنتقدت، فإن التفسير لهذا الاسم بحرفيته الكنعانية، يكون معنى “عنت”: الأرض والفلاحة، والتعنت والعناد كما في العربية. ويبقى الجزء الثاني من الكلمة “قد” ويعني: الوقد، القيظ، الشعلة، المصيف والخنزير. وفي هذه الحالة يمكن استنتاج أكثر من تفسير لهذا الاسم: أرض الموقد؛ مصيف عناة؛ خنزير عناة؛ الأرض المشتعلة.
والجدير ذكره في النهاية، وهو أن مطانيوس غربية هو الوحيد بقيَ يطلق على عندقت اسم عندقيت، فيكون حرف العين مفتوحاً وكذلك حرف الدال وذلك لموسقة الاسم.
لقد وجدنا في ” الطابو دفتري” للضرائب العثمانية, وفي محفوظات أبرشية طرابلس المارونية التي تعود للقرن التاسع عشر ان اسم عندقت كان يكتب غالباً “عنتقد”, مما يدل على أصل التسمية السرياني.
اقتصاد:
تشكل الجندية مصدراً أساسياً لدخل العديد من الأسر في عندقت وقلما تجد أسرة لا ينتسب أحد افرادها إلى الجيش اللبناني. وهذا ما أدى إلى إنشاء ثكنة عسكرية في البلدة ابان الانتداب الفرنسي واعيد تجديدها في العام 1972. كما تشكل التجارة والزراعة لا سيما الزيتون والكرمة والخضار مصدراً آخراً للدخل.
لمحة تاريخية:
إن كتابة تاريخ عندقت القديم، هو أمر غاية في الصعوبة, ومحاولة تتضمن قدراً كبيراً من الافتراض، وتعتمد هذه العملية على ما تبقى من آثارات في عندقت وجوارها. أما ما وجد من هذه الآثار, ( يوجد بعض الكهوف, النواويس, بئر, معصرة زيتون), فكلها تشير الى وجود شعب عاش حياة متواضعة, تعتمد على الزراعة, وليس شعب ثري. فلا وجود لآثار قصور او قلاع او ما شابه.
والجدير ذكره أن أحداً من الذين قاموا بأبحاث ودراسات تتناول تاريخ عكار, لم يحاول التطرق لكتابة تاريخ عندقت القديم انطلاقاً من الآثار الباقية، والبحث عن ما يشير الى تاريخها في المراجع، سوى “مطانيوس غربية” ربما لأنه ابن البلدة المذكورة. عليه سيكون كتابه “عندقيت وقراها الخمس” المرجع الأساسي حول هذه النقطة وخاصة أن أي ذكر لعندقت هو بمجمله في التاريخ الحديث، وضمن تاريخ منطقة عكار ككل وليس مستقلاً بذاته.
أما أول ذكر لعندقت بالاسم في التاريخ وليس ضمن الفرضيات والتكهنات، وردت عند يواكيم الحاج على الشكل التالي: “سلك رعمسيس الثاني (1301-1234ق.م) طريق الساحل اللبناني، على رأس جيشه ومركباته، وحتى وصل أرض القبيات عكار، حيث بات ليلته قرب بلدة عندقت الحالية، في المكان المعروف اليوم بدير مار جرجس، قرب قرية عيدمون بينما الجيوش رابضت في تلك المنطقة المعروفة “بالحميرة”… الأرض الواقعة في نطاق القبيات العقاري والجغرافي.
وبالنسبة الى تمركز رعمسيس الثاني، قرب بلدة عندقت، حسب ما ورد عند يواكيم الحاج فهو أمر مثير للجدل. فالدكتور جوزيف عبدلله يرفض تأكيد هذه الواقعة، ويهزأ من عملية السرد، والتفاصيل الدقيقة الواردة فيها. ثم يستشهد ب”دوسو” ويقول أن الطريق الصحيح هو: طرابلس، عرقة، الشعرة، أقمار، قدس… ويضيف أن الجيش المصري عسكر في شبطونا هو الاسم القديم لقلعة الحصن وهو مكان بعيد جداً عن القبيات .
من المرجح عدم تمركز رعمسيس قرب عندقت, وذلك باعتبار ان وجدت عندقت في تلك الفترة, ستكون بلدة صغيرة, محدودة العدد جداً من ناحية المساكن, ومتمركزة اجمالاً في وادي عودين ضمن الأحراج لسهولة الحماية والفرار في حال حدث طارئ يجبر على ذلك.
اما في عهد أشور ناصر بال الثاني، الذي دخل لبنان من الشمال الى الجنوب، حوالي سنة 879 ق.م وفرض سيطرته على المنطقة. فقد كان وضع جبل اكروم، وجبل القموعة، وحلسبان القبيات، وبرج عندقت في حالٍ من الفقر الشديد، ومن قلة السكان، والسبب هو الضرائب الباهظة التي فرضها.
عندما نعرض لتاريخ عندقت في مرحلة ما قبل الميلاد, نريد ان نؤكد ان هذه الأخبار لا دليل مادي لتأكيد صحتها او عدمه, ولا نستطيع ان نؤكد ان كانت البلدة موجودة فعلاً ام ان الافتراض يرتكز على ان الاحداث جرت في هذا المكان بغض النظر ان وجدت القرية في السابق ام لا. تأكيد هذا الأمر ليس بسيطاً للأسباب التي ورد ذكرها في السابق, وعليه نترك الحكم للقارئ, وان كنا لا نميل الى الاعتقاد انه كان لهذه المنطقة تلك الأهمية المضاعفة, ونؤكد على حصول الحدث في المنطقة لكن ذلك ليس بدليل على وجود تجمعات سكنية مكان القرى الحالية بنفس التقسيم.
ولا شيء يستحق الذكر في العهدين، اليوناني والروماني، حتى ظهور المسيحية, لكن من هذا التاريخ (العهد الروماني) يمكن تأكيد وجود سكان في عندقت بالدليل المادي اي من الآثار المتروكة كما ذكرنا سابقاً. ومنذ ظهور المسيحية وانتشارها، نشأت عدة تيارات في المسيحية عرفت معظمها البلدة. ومن هذه المذاهب، المذهب اليعقوبي، الذي دخل إليها من القرى المجاورة التي كانت قد اعتنقته، ومن الأرجح بعد أن تعرضت أبريشية الكنيسي للتهجير، وظلوا موجودين حتى الحقبة الصليبية.
أما عن تاريخ دخول الموارنة إلى عندقت، فلم نستطيع تحديده لأننا لم نجد اية وثيقة أو مرجع يمكنه ان يحدد تاريخ هذا الدخول بشكل دقيق, او المكان الذي انتقلوا منه الى البلدة.
وقد ذكر اسم لبطريرك من عندقت هو البطريرك يوحنا، وهو السابع والعشرون في سلسلة البطاركة الموارنة، نقلاً عن وثيقة تضم سلسلة البطاركة الموارنة ص498-500. أما الدكتور جوزف عبد الله، فيرفض وجود هذا البطريرك أو البطريرك شمعون من القبيات… أما مطانيوس غربية، فيعتبر أن هذا البطريرك كان من أصحاب المشيءة الواحدة.
واصبحت عندقت تحت حكم الصليبيين، بعد سيطرتهم على قلعة عكار بواسطة تغطكين والسيطرة على حصن الكراد مع تانكرد 1109-1110. وكانت عندقت ضمن الطريق التي يسلكها الحجاج القادمين من بلاد ما بين النهرين الى القدس , وهذا الأمر تؤكده مخطوطة دير الشرفة الشهيرة.
اما زمن الحروب الصليبية فلا مراجع استطعنا ان نستند اليها لمعرفة واقع سكان عندقت, فلا نستطيع التأكيد ان موارنة عندقت قد هجروا من مناطقهم بعد رحيل الصليبيين بالاستناد الى ما حدث مع موارنة جبل لبنان, لأنه لا اتفاق بين المؤرخين حول موقف الموارنة من الحملات الصليبية والتعاون مع هؤلاء. كما يجب الأخذ بالاعتبار تداخل المذاهب المسيحية فقد كان يصعب التفريق بينهم اذ عرفت القرية مذاهب متعددة , واليعاقبة
(السريان) كان لهم مواقفهم ايضاً التي تميل الى التعاون مع العرب. ونتيجة هذا التداخل يمكننا ان نتحدث عن اوضاع صعبة نتيجة الحرب بشكل عام, ما لبثت ان تغيرت بعد عودة الهدوء والاستقرار.
في زمن المماليك ازدهر وضع السريان وازداد عددهم، أما بقية سكان عندقت من الموارنة فكان عليهم أن يختاروا بين الهجرة واعتناق اليعقوبية. وقد سكن عدد من التركمان في البلدة زمن المماليك، وقد كانوا أقلية عسكرية جاؤوا مع عيالهم، وتمركزوا على بعض التلال وخاصة تلة البرج. وقد أقاموا فيها للإشراف على الطريق الجبلي، وحولوها الى تلة البرج حيث كان مخفرهم الأساسي. ونتيجة لهذا التمركز التركماني، بقي بعض سكان عندقت في خدمتهم، أما البقية فقد نزحوا الى وادي عودين وبتعنة والنهر.
وفي بداية الحكم العثماني تواجد المسيحيون في قرية عندقت (من خلال سجلات الضرائب العثمانية يمكن تأكيد هذا الأمر), لكن لا يمكن معرفة عدد الموارنة وعدد السريان كون هذه السجلات لا توضح هذا الأمر. مع ذلك من خلال هذه السجلات ومحفوظات أبرشية طرابلس المارونية يمكننا إظهار النمو السكاني في البلدة..
اما اوضاع عندقت في العهد العثماني بشكل عام, فكانت سمتها الأساسية الازدهار عن ما كان عليه زمن المماليك, لكنها كانت تتأثر بوضع الاسرة صاحبة النفوذ في عكار.
في زمن آل حمادة، كانت حالة عندقت تشبه الى حدٍ بعيد ما كان سائداً زمن المماليك. ورغم كون السريان محميين من الأتراك الأمر الذي لم يسمح كثيراً لآل حمادة بالتمادي معهم قد فُرضت عليهم الضرائب ومن رفض دفع الضرائب الإضافية، كان يطرد من عندقت ويهجّر الى أماكن أخرى.
اما آل الدندشي فقد التزموا في القرن الثامن عشر إقليم الشعرا بأكمله ( هذا الإقليم تقع معظم قراه في الأراضي السورية اليوم كقرى عزير, عيون الشعرا…, ومن قرى لبنانية تقع عند الحدود مع سوريا كمنجز وكفرنون ورماح ), في عهد ” اسماعيل بن نعمور “. ثم التزم الدنادشة مع حسين بن حمزة الدندشلي قرى ” رماح وشيخ لار, وقبور البيض ومنجز ومزرعة العوينات.
وفي عهد أسرة المراعبة، بدأت عودة الموارنة الى بلدتهم، كان ذلك ضمن سياسة الدولة العثمانية، ينفذها وكلاؤها المراعبة على الأرض ويؤمنون الحماية للسكان العائدين فكانت الهجرة الأولى. ثم أتت الهجرة الثانية من البقاع باتجاه عكار بين سنتي 1756و1761 وسببها الضرائب الباهظة والهزة الأرضية التي ضربت رأس بعلبك وهدمت دير السيدة هناك وقتلت خلقاً كثيراً. والهجرة الثالثة جاءت الى عندقت من وادي النصارى ومن حوران، ومن كلدان العراق. وهذه الهجرات تمت بدءاً من سنة1700م واستمر تدفقها حتى بداية القرن العشرين.
أما في زمن الحملة المصرية على بلاد الشام، فقد تحسن وضع المسيحيين في كل الولاية عامة بسبب المساواة التي أعلنها ابراهيم باشا، وتشجيعه للإرساليات الأجنبية وإشراكهم في الحياة العامة. وبالفعل فقد كان وضع عندقت أفضل إذ تمتع السكان بحرية دينية أكبر، برزت بشكلٍ أساسي في زيادة العمادات في عهد المصريين، فقد سجلت 50 عمادة في هذا الزمن. وفي هذه الفترة كانت الزعامة الدينية في عندقت “لأن وكيل غبطته” كان الخوري يوسف طانيوس من عندقت.